بسم الله والحمد لله وكفى ...
والصلاة والسلام على النبي المصطفى ...
تُسر به عيون الناظرين إليه ...
هوَ سيد الألوان إن لم يكن ( عميدها ) .
مَنْ منا لا يحب هذا اللون في أمور حياته ؟
لونٌ لو مزَجْت به أو أضفته على شيء بشع
لـ تحمّلت بشاعته وقباحته لـ بياض لونه ...
لونه الذي سـ يعكس إنطباعاً داخل الدماغ ...
بدوره يخفف الكدر من هذا الشيء عن طريق العين الناظرة .
فـ كل مخلوق أنعم الخالق عليه بـ الجمال وأتمهُ بـ اللون الأبيض .
سـ تكتمل النعمة بـ محبة الناس له ...
طائر البلشون الأبيض الكبير
طائر أحِبه وأحب هيئته ولون ريشه ...
أطلق عليه العرب إسم :
( مـالِكْ الحزين ) ...!
هوَ من أقدم الطيور في منطقة الخليج ، بعد أن وجد العلماء
أثاراً له تعود لـ ( 5000 ) سنة .
ما أجملك يا عميد الطيور ...
قال عنه الجاحظ في كتاب : ( الحيوان ) .
طائر أبيض يحب الغناء بـ أجمل ألحانه الصوتية
لكن هذا الجمال يأتي من تحت حُزْناً ينزف بداخله .
ويُطْلق على صغيره بـ ( الغرنوق ) .
وأسْمَوْه بـ ( مالِك ) لأنه يعيش على ضِفاف المياه الراكدة
كـ البحيرات والمستنقعات ولا يفارقها كأنها ( مِلْكٌ ) له .
ووصِف بـ ( الحزين ) لأنه بعدما تنشف المياه يركبهُ الحُزن لـ فراقها .
لم يُأتِني الله سبحانه عِلْم ( منطق الطير ولغته )
كما علّمها لـ نبيه سليمان عليه السلام ...
لكنني حاولت أن أحادث ( مالِكْ ) ...
عندما وجدته منكمِشا ومتقوقِعا تحت شُرْفةَ منزلي .
سألته :
( مـا لَـكَ ... يـا مالِكْ ) ؟
كما توقعت لم يرد لي جواباً ...
أعلم يا ( مالِكْ ) بـ أنك والحزن متلازمان ...
قد سمعت بـ أنك فقدت أحد أبنائك من خلف تلك
الـ ( تِلال الشمالية ) ...
لا تحزن يا ( مالِكْ ) ...
طار بعيداً عنك بعد أنْ نبُت ريشه وتعلّم الطيران .
فلا تبحث عنه ولا تحزن فهذه الـ ( تِلال الشمالية ) .
لا يعود من إنطمس من ورائها أبداً ...
لا زال هذا المخلوق الجميل صامِتاً .
أحِبه وأريد أن أساعده ، لكن الحُزن سـ يقتله .
ويهدم جمالية لونه وشكله ...
رددتُها عليه :
( ما لـَكَ ... يا مالِكْ ) ؟
ما بِك يا عميد الطيور ؟
أُُدْرِكُ أنك قد فقدت ما هو أكبر من ذلك ...
حزنُك عظيم على ( درعُك الحصين ) .
بحيرتك الجميلة قد فقدتها بعد ثلاث مواسم ممطرةً
تسبحُ فيها وتسرحُ وتمرح بداخلها .
حُزنك لن يأتي بشيءٍ جديد ...
إنتفض يا ( مالِكْ قلبي ) ...
أريد أن أرى مِدادَ جناحيك ...
حلّق وإن سقَطْت فقاوم .
الموسم على الأبواب ولن ينتهي إلا بأمطار
تعيد لك بحيرتك لكي ( تتدرّع بها ) .
يا مالِكها ويا عميدها ...
إسمعها مني ولا تلتفت لـ مَنْ يُكسّر في جناحاكَ اللذان
لم تحلّق بهما بعد بـ بداية الموسم الوفير إن شاء الله .
أبشِركم يا محِبي الأبيض ...
الأبيض الكبير قد خفق بـ جناحيه الكبيران .
بعد أن أصبح التشجيع بـ الكلمة الطيبة
وأمسى يجول في دورته الدموية
إلى جميع أعضاء جسمه
ومنها جناحيه الأبيضان الجميلان ...
يا ( بعدهم كلهم ) ...
روح ( يا روح الروح ) ...
الله يستر عليك ويحفظك يا ( مالِكْ ) .
هذا وكفي ...
والسلام على من إتّبع الهُدى ...