عن قريبٍ إن شاء الله تعالى ، سيأتينا ضيف ... و أىُّ ضيف ..!
ليته يأتينا كل يوم ...!
فهو ضيفٌ عزيزٌ علينا ... حُبُّه يملأ قلوبنا ،،، و خيراته تملأ بيتنا....
لكنه لا يبقى عندنا طويلاً ... أيامٌ قلائل ثم يرحل .
لكم تمنينا لو أقام عندنا طوال العام ... ما مللنا منه ،، و ما رغبنا
فى رحيله .
فبكل الحب
و بكل الشوق ، نرحب بضيفنا الغالى على قلوبنا ..
أعرفتم هذا الضيف ..؟
إنه شهر رمضان
لكـنْ : قبل أن يأتينا ضيفُنا ، لا بُـد أن نستعد لاستقباله ، فهو لا يأتينا إلا
مـرةً فى العام ،، و لـذا لا بـد من إعـداد تجهيزاتٍ مُختلفة عن الأعـوام
الماضيـة .
فلنُفكـر معًا فى وسائـل نستقبل بها ضيفنا .
هناك مَن يقـولون : سأشترى المزيـد من الأطعمـة و الحلوى و العصائـر ،
و سأجهـز أشهى المأكولات و ألـذ الحلويات من أجـل ضيفنا .
و هناك مَن يقـولون : سأشترى أفخـر الثياب أو أجمـل العباءات لاستقباله .
و هناك من يقـولون : سأجهـز نفسى لمُتابعة المسلسلات و الفوازيـر الرمضانية
أو : أنا لن أستقبله فى بيتى ، لكـنْ سأستقبله فى مكانٍ آخـر
غير بيتى ، لأنى سأسافـر لبلدٍ آخـر ...
اتمنى ان لا تكون هذه وسائلكم لاستقبال ضيفنا ...؟!
إنه لا يريد شيئًا مما ذكـرتم ... فهو لا تُهمـه الأطعمة و الأشربة ،
و لا ينظـر للثياب ، و لا يُتابع الفوازير و المسلسلات ، كما أنه لا يريدك
أن تستقبله فى مكانٍ غير بيتك ....
فَلِـمَ كُـلُّ هـذه التكاليف ..؟!
إنَّ ضيفنا هـذا يُعَلِّمُنا الجـودَ و الكـرم ، لكـنْ فى غير إسـراف ..
و يُعَلِّمُنا الترويـح عن النفس ، لكـنْ فى غير مُحَـرَّم ...
و هـذه بعض الوسائـل التى يُمكننا أن نستقبل بها ضيفنا
‹‹ شهـر رمضـان ›› :
1- علينا أن ندعـوا اللهَ سبحانه و تعالى أن يُبَلِّغنا شهرَ رمضان ،
و أن نكـون فى اشتياقٍ له و لبلوغه .
2- التوبـة من الذنـوب و المعاصى .
3- إخلاص النية لله سبحانه و تعالى فى أداء العبادات .
4- العـزم على فِعل الخيرات فى شهر رمضان ، و فِعل كل ما يُقَرِّب من
الله سبحانه و تعالى ، و الاستمرار على ذلك حتى بعد رحيله .
5- العـزم على صيامه كعبادةٍ نتقرب بها إلى الله سبحانه و تعالى ،
و ليس كعادة ، مجرد امتناعٍ عن الطعام و الشراب .
6- التفقه فى أمـور الصيام : بمعرفة المُفَطِّرات و مُفسدات الصوم
و غيرها من الأمـور التى يكثر الاستفتاء فيها فى هذا الشهر .
و لنُجهـز زادًا رَوحانيًا ، و إيمانًا قويًا لاستقبال ضيفنا ، فلعله لا يأتينا
بعد هذا العام ، و لعله يأتى فلا يجـدنا ...
فلنغتنم فرصـة زيارته لنا ... فأيـامُ بقائـه قليلة ، و الأجـور فيه على
الأعمال - بإذن الله - كثيرة ..
((وَتَزَوَّدوا فَإنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوى )) [البقرة:197] .
أسألُ اللهَ جَـلَّ و عَـلا أن يُبَلِّغَنا شهـرَ رمضان ، و أن يُعيننا
على صيامه و قيامه ، و أن يُبَلِّغَنا ليلةَ القَـدْر ، و أن يُعتقَ رقابنا من النار .
ممارق لي